قد يبدو لك الأمر غريباً بعض الشيئ حين أخبرك بأنه قد حاولت شركة إسرائيلية التواصل معي كي أعمل معهم ولكن الأمر ليس بغريب هذه الأيام.

فالجميع في المنطقه يعمل على قدم وساق لتطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني ونجد محاولات مستميته دائمة لاختراق الأسواق العربية عن طريق وجوة عربية مألوفة.

ولكن ما حدث معي هي محاولة مركبة – محاولة نصب بالإضافة لمحاولة استخدامي كبيدق في جيش التطبيع.

الشركات الإسرائيلية ومحاولات التطبيع - تجربتي الشخصية مع إحداها

الشركات الإسرائيلية ومحاولات التطبيع – تجربتي الشخصية مع إحداها

بدأت القصة حين وردني اتصال من أختي الطبيبة عبير حمدي تخبرني فيه بأن لها زميلة طبيبة أيضاً فلنسمها “ج” في هذة المقالة.

وأن “ج” قد أخذت وكالة لشركة مستحضرات تجميل أمريكية ما. وأنها تريد مني أن أتواصل معها – بصفتي قد أسهل لها استيراد تلك المنتجات – ونأخذ وكالتها في المملكة العربية السعودية.

طبعاً هذا ليس من صميم عملي ولكن تحت ضغط أختي المستمر وبدافع أنه “إذا كانت تلك الأصناف بتلك الجودة المزعومة فلم لا نجرب؟” تواصلت معها.

الطبيبة “ج” طيبة حقاً. تبدو عليها ملامح الطيبة والسذاجة الحسنة الممتزجة بالعفوية والاندفاع. كلمتني بحماس شديد عن تلك المنتجات الخرافية وطلبت مني أن أحضر اجتماعاً ما عن بعد عن طريق برنامج الزوم.

طريقة الكلام وترتيبة وطريقة عرضة زادت من ريبتي إلا أنني لم أرفض. قبلت العرض ولكنني لم أتمكن من حضور الاجتماع الأول نظراً لانشغالي.

قدمت اعتذاري ووعدتها بحضور ثاني اجتماع. وقد كان في ثاني يوم أو ثالث يوم لا أذكر تحديداً أن قبلت دعوة حضور اجتماع آخر.

وبينا أنا اتجهز لحضور ذلك الاجتماع أرسلت لي “ج” لينك حضور الاجتماع ومعه فيديو قصير مدتة لا تتعدى الخمس ثواني عن المحاضرين ومحتوى المحاضرة.

كان عليها شعاران لشركتين – أولاهما هي الشركة صاحبة المنتجات نفسها والثانية هي شركة تدريب تدعى كايزن.

وكعادتي في تلك الدقائق القليلة قبل أي اجتماع أجرية قمت بعمل بحث سريع عن تلك الشركة ورفيقتها. فوجئت من النتائج فقد كان أول ما بحثت عنه هو كايزن – لم يظهر لي إلا رابط واحد فقط ينتهي باللاحقة .il والتي تعني أنه رابط اسرائيلي أو على الأقل المؤسسة التي يمثلها إسرائيلية. هنا كانت الصدمة. دخلت أتأكد أكثر فوجدت تلك الحروف العبرية التي أعرفها جيداً في قائمة الموقع من أعلاة كما هو موضح بصورة الشاشة التالية.

قائمة موقع كايزن بها أحرف عبرية

قائمة موقع كايزن بها أحرف عبرية

كانو يقدمونها على أنها – مثل مؤسسة ناس ديلي – منظمة تدريب للأجيال العربية الصاعدة.

هنا بدأت أشك ولكن قلت في نفسي لا داعي للمبالغه فقد تكون شركة جينيس صاحبة تلك المنتجات تستعين بشركات اسرائيلية بدافع أنها تستهدف منطقة الشرق الأوسط لا أكثر – ولكن اتضح لي عندما بحثت عن شركة جينيس أنها هي بذاتها شركة اسرائيلية والغريب أنني أول ما وقع نظري عليه في محرك البحث كان صفحة عنا الخاصة بهم والتي بداخلها علم الكيان الصهيوني – كما هو موضح بصورة الشاشة التالية –

وعنواناً لهم بداخل الكيان المحتل. لاحظت أن اللينك الذي زرته إنما هو لصفحة عنا المقدمة للجمهور الاسرائيلي فقلت لربما أسأت الظن – حاولت أن أعاود دخولي على الموقع مره أخرى بشكل مباشر أخذني لصفحة عنا الخاصة بالمملكة العربية السعودية المهم حاولت أن أرجع للصفحه الأولى بعد زيارة الصفحة الثانية رفض أن يأخذني لها – لاحظت أيضاً أنهم لم يكتبو لهم عنواناً في المملكة العربية السعودية – بينما في النسخة الاسرائيلية لهم عنوان واضح في اسرائيل كما هو موضح بصورة الشاشة التالية

هنا قلت لا بد من زيارة الصفحة الدولية الخاصة بهم أو صفحة الولايات المتحدة – عندها تبين لي جلياً أنها هي الأخرى شركة إسرائيلية عندما ظهر عنوانهم في الصفحة الدولية وصفحة الولايات المتحدة على أن موقعهم هو إسرائيل.

هنا حذرت “ج” منهم واعتذرت لها بأني لن أستيطع الحضور – ولكن بعد القليل من التفكير أحببت أن أسمع كيف يدخلون للشباب العربي وبماذا يخاطبونة

حضرت محاضرة ألقاها شابان عربيان يبدو عليهما أثر الفقر والعوز المادي يخاطبان الناس في كيفية حصولهم على الملايين – كيف ذلك؟ كيف يدعي من لا يملك ثمن كاميرا جيدة وعدسة نظيفه وإضاءه محترمة وقميص جيد مهندم بأنه مليونير ؟ وبأنه وصل للحرية المالية كما يدعي؟

كان الاجتماع متحكماً فيه تماماً – فلا يوجد دردشة على العام فالرسائل تصل فقط لهم على الخاص – وغير مسموح لأحد غيرهما بالكلام.

المصيبة الأكبر هي أنهم تكلمو في نموذج عمل لتسويق شبكي – واتضح أن صاحبتنا شركة كايزن تلك التي من المفترض أنها تقوم بتدريب وإعداد القادة ما هي إلا وجه حقير لمنظومة تسويق شبكي أحقر لمنتجات شركة جينيس.

في ذلك الاجتماع أطلقت الأكاذيب من كل حدب وصوب – سواء عن طبيعة الشركتين أو منشأهما أو عن مؤسسي الشركتين – وهو أمر مستغرب فلم يقوم أحد بالتأكيد على هوية الشركتين في حين لم يسألة أحد؟

بادرت بالسؤال على الخاص – شاركتهم المعلومات التي لدي وطلبت رد منهم – لكن لم يأتني الرد بتاتاً – كل ما هنالك أن المحاضر وهو يدعي كونه طبيب أسنان – تظاهر بالرد على سؤال هل ذلك العمل حلال أم حرام ثم امتعض وجهه – أعتقد لما قرأ سؤالي – وأنهى اللقاء سريعاً.

تلك كانت تجربة بسيطة لي – اكتشفت فيها حجم المصيبة التي تستهدف شعوبنا – فهي ليست مشكلة تطبيع فقط وإنما هو تطبيع ممتزج بنصب ودجل – تذكرت كلام “ج” مع أختي د. عبير وعندها تأكدت من أنها كانت تحاول ضمها لشبكتها ولكن أختي لم تستوعب ذلك أو لم تهتم به ومررت الأمر إلي. فحاولت معي. وأنا أكاد أجزم أنها حسنة النية لا تدري ماذا تفعل. ولكن الحبكة قد تخدع البعض. فكل ما يحتاجه البعض أحياناً هو حلم بعيد المنال ومداعبة لمشاعر الثراء لديه وقصة نجاح شخص أمامة. أه تذكرت كانو يسمون ذلك الشخص الفذ الناجح لديهم بأنه “دايموند”.

لذلك قررت أن أكتب وأحذركم من هذه الشركة ومثيلاتها.

Categorized in:

Politics & Economy,

Last Update: 13/04/2024