إذا سألت أي ملحد يؤمن بنظرية التطور عن كيفية وصولة لهذا الاستنتاج فسوف يقول لك بالتأكيد عن طريق التفكير والتدبر.
ولكن اسأله كيف تستطيع التفكير والتدبر؟ فسوف يقول لك بالعقل وبعد قليل من التدبر سوف يدرك خطأه ويقول لك لا بل بالمخ. المخ الذي هو عبارة عن مجموعة كبيرة من الخلايا والنواقل العصبية والاشارات الكهربية.
عندما تسأله عما إذا كان يؤمن بأن المخ هو نتاج تطور عشوائي حاصل عن أعداد لا نهائية من الصدف وسوف يقول لك بالتأكيد هو كذلك فهذا في الأساس هو لب ما يؤمن به الملحد المعاصر.
عندها قم بتوجية السؤال التالي له: كيف تستنتج بعقلك الناتج عن الصدف العشوائية أنه نتج عن صدفة عشوائية. كيف تثق به إذاً؟ ولسوف يقول لك “هااااااا؟!!” فاغراً فاه متعجباً أو غير مدرك لطبيعة السؤال.
حاول أن تبسط له الأمر. قل له لو أن جهاز الحاسوب الخاص بك لم ينتج عن مصمم ذكي مدرك تماماً لم يقوم به هل سوف تثق به؟ هل سوف تأتمنه على حسابك البنكي وعلى مدخراتك وأسرارك؟ بالطبع سوف يقول لا. وأي منصف عاقل سوف يقول لا.
هنا تأتي المعضلة التي لم يحلها داروين ولا مروجي نظريات التطور. بأنه لو كانت نظرياتهم صحيحة بشكل افتراضي فكيف يفسرون العقلانية في الكون بل وفي الإنسان نفسه. اذ كيف تستخدم العقل العشوائي في اثبات أنه عشوائي؟!!
إن أي نظرية تناقض العقلانية لا يمكن أن تستخدم لاثبات العشوائية لأنها تستخدم العقلانية ابتداءاً في اثبات نفسها. فكيف تستخدم العقلانية لتثبت أنك عشوائي؟
اذا ثبت لك بأنك عاقل فهناك احتمال واحد فقط وهو أن لك مصمماً ذكياً.
لا يوجد احتمالان هنا يا سادة بل واحد فقط. وهو أن وراء الإنسان والكون مصمم ذكي.
التفكير في جذور العقل ومصدر قدرته على الفهم والتحليل يُظهر لنا مدى تعقيد هذه القضية. 🤯 فالسؤال الذي يبرز بشكلٍ ملحوظ هو: كيف يمكن للعقل، إن كان ناتج الصدفة والعشوائية، أن يُنتج استنتاجات موثوقة ويُفسر الواقع بشكل دقيق؟
العقل البشري، بكل تعقيده وقدرته على التحليل والابتكار، هو أكثر تعقيدًا بكثير من أي حاسوب قد تم تصميمه. 🧠 فهو يتمتع بالقدرة على التعلم والتكيف وتوليد الأفكار الجديدة وحتى القدرة على فهم وتحليل الوعي الذاتي. 💡 هل يمكن أن تنشأ كل هذه القدرات، ببساطة، من العشوائية والصدفة؟
إن الاعتقاد بأن العقل البشري، بكل هذه القدرات، يمكن أن يكون ناتج الصدفة يتطلب قفزة إيمانية هائلة وأخذ مخاطرة حقيقية بالغة. فعلى الرغم من أن نظرية التطور تُقدم تفسيرات للعديد من ظواهر الحياة، إلا أنها تفشل في توضيح كيف يمكن للعقل البشري أن يتطور ليصبح مصدراً للفهم والوعي والابتكار من رحم العشوائية.
لنقارن هذا بجهاز الحاسوب الذي لم يُصمم، بل تكون من التفاعل العشوائي للمواد. 🖥 هل يمكن لهذا الحاسوب أن يُولِّد معلومات دقيقة وموثوقة؟ هل يمكننا أن نعتمد عليه لإجراء العمليات الحسابية أو حفظ البيانات الثمينة؟ 🤷♂️ الإجابة، ببساطة، هي لا. فنحن نعلم أن أي جهاز يحتاج إلى تصميم وبرمجة دقيقة ليعمل بشكل صحيح.
وعندما نتأمل في الكون ونظمه وتناسقه، نجد أن الاعتقاد بوجود مصمم ومُنظم يبدو أكثر مُلائمة للعقل البشري. 🌌 فالتصميم يتطلب مصممًا، والنظام يتطلب منظمًا. والعقل، بكل قدراته، يشير إلى وجود مبدع عظيم قادر على تشكيل مثل هذه الأعجوبة التفاعلية والديناميكية.
في هذا السياق، نجد أن الاعتقاد بالله أو المصمم العظيم ليس فقط مسألة إيمان، بل هو استنتاج منطقي يستند إلى تحليل عميق للواقع الذي نعيشه ونتفاعل معه. 🌟 إنه ليس مجرد تصديق غير مُسند بالأدلة، بل هو تفسير يُراعى بعمق ويتوافق مع العقلانية والتجربة الإنسانية. 🌍
هنا يدرك البعض مغالطته المنطقية. يدرك ضرورة وجود مصمم ذكي. ولكنه يتكبر عن الاعتراف بأنه ببساطة الخالق الإله. سوف يقول لك أي شيء إلا أنه الله. سوف يقول لك هي الطبيعة الأم. سوف يقول لك المادة المظلمة. سوف يقول لك المخلوقات الفضائية. بل وحتى سوف يقول لك نسيج الزمكان. ولكنه لن يقبل أبداً باحتمالية وجود الإله.
وإن قبلها فهنيئاً عليك يا صديقي فقد رددت ضالاً آخراً إلى حزب الله ونجاه الله بك من النار.