كيف تستغل موقع أو تطبيق شركتك لصالحك وما هي أحسن الاستراتيجيات للوصول لأفضل استفادة ممكنة؟

بينما تقوم الشركات بعرض منتجاتها للبيع عبر الانترنت في العصر الحديث وتشيد لذلك منصات الويب وتطبيقات الجوال يغفل الكثير من موظفي تلك الشركات عن أوجه الاستفادة من مواقع وتطبيقات شركاتهم بشكل يزيد من إنتاجياتهم ويعزز من مكانتهم, في هذا المقال سوف نناقش سوياً أوجة الاستفادة الممكنة من منصات شركتك.

لنأخذ مثالاً موقع شركتك الالكتروني وليكن على سبيل المثال هي شركة مختصة ببيع المنتجات بالتجزئة ولها موقع تبيع من خلاله عبر الانترنت – ما الذي قد يقدمة لك موقع الشركة كموظف تعمل داخل الشركة؟

في الحقيقة الجواب على هذا التساؤل هو أشياء كثيرة وكل حسب توجهة:

  • فإن كنت من عشاق تطوير الذات وتحسين النفس فموقع شركتك غالباً يضم كل المعلومات التي قد تحتاجها في عملك للقيام به بأفضل شكل ممكن.
  • وإن كنت من محبي الكسل والدعة فغالباً سوف تحصل من معلومات موقع شركتك على كل الإجابات التي قد يتساءل عنها عملاءك إما بشكل مباشر بينهم وبينك أو بشكل غير مباشر وتنامى إلى علمك.
  • أما إن كنت من عشاق التطوير والتصميم فقد يكون موقع شركتك مدخلاً جيداً لك لساحات الإدارة حيث تعرض رؤيتك على إدارة الشركة ولهم مطلق الحرية في تبنيها أو لا – لكن على الأقل أنت بذلك تكون موجوداً على خريطة الترقيات المرتقبة.
  • إذا كنت تفهم في الاختراق أو اختبار نقاط ضعف الأنظمة فبالتأكيد هذا مدخل قوي لك للحصول على وظيفة أفضل من وظيفتك الحالية.
  • في الحقيقة وبشكل عام فإن مواقع وتطبيقات الشركات غالباً ما تكون منجم ذهب لمن يبحث عن تطوير نفسه بأي شكل.

ولكن يجب التنوية ها هنا إلى شيئ مهم جداً – إن دخولك مجال التكنولوجيا برجليك هو بمثابة توقيع عقد انتهاء صلاحيتك في ذات الشركة التي تحاول تطوير نفسك فيها. وذلك لأنه مهما كانت أفكارك كثيرة وغزيرة فسرعان ما ستنفذ وستصل الشركة إلى الاستنتاج الحتمي بعدم الحاجة لك – مهما حاولت – فإن الوظائف التقليدية على كونها مملة إلا أنها أكثر أماناً من ذلك المجال ومعدل التقلب الوظيفي فيها أقل.

أما إذا كنت تبحث بجدية عن الاستمرارية في مجال تكنولوجي فهي ممكنة ولها مفاتيحها وأهمهم من وجهة نظري الشخصية هما مفتاحان:

  1. التطوير الدائم لنفسك ولقسمك.
  2. اجعل من الصعب على شركتك الاستغناء عنك فعلياً.

أما فيما يخص المفتاح الأول فالشركات لا تؤمن إلا بالأرقام والنتائج – ولكن الأرقام والنتائج خاضعة بالأخير لتقلبات السوق – لابد أن تثبت لمديرينك وبجدارة أنك غير مقصر وأنك تفعل كل ما هو بالإمكان أن يُفعل في منصبك بالإمكانيات المتاحة لديك – حيث أن الشركات لو شعرت ولو لبرهة من الزمن بأنك متقاعس فسوف تستغني عنك في طرفة عين.

إن كان ولابد أن تكون بيدقاً على رقعة شطرنج الإدارة فعلى الأقل كن بيدقاً وسطياً (إشارة إلى البيادق المهمة بلعبة الشطرنج).

وأما بالنسبة للمفتاح الثاني فكل منا يشغر وظيفة ما قد امتلك من خبراته ما ييسر عليه عملة – هذه الخبرات لا بد من تسليمها وتسلمها عند الاستغناء عنك واستبدالك وليس أخلاقياً على الاطلاق ألا تشاركها مع من سوف يحل محلك – ولكن أنا أتكلم هنا عن مستوى أعلى من مجرد الخبرات الخاصة بالعمل – فعلى سبيل المثال – الشخص المسؤول عن تجميع تطويرات نواة نظام التشغيل لينكس يقوم أسبوعياً منذ عشر سنوات برفع التحديثات الخاصة بنواة النظام ولم يتخلف أسبوع واحد عن ذلك – هل ليس عنده حياة اجتماعية مثلاً؟ كيف لا يحصل معه أخطاء وهو يتعامل في أكثر من سبعين مليون سطر برمجي أسبوعياً وتقوم على تلك النواة صناعات كاملة وشركات الكوكب كله – هل تكفي الخبرة هنا للقيام بهذا العمل؟

بالتأكيد لا – فشخص مثل هذا بالتأكيد وصل إلى نمط للعمل أو ما نسمية نحن بال WorkFlow قد أنشأه لنفسه بنفسه وهو وحده الذي يفهمه – غالباً هو كتب بنفسه العديد من البرامج التي تيسر عليه ميكنة العملية بالكامل ولا تستغرب إن وصل عدد الأسطر فيها لعشرات الآلاف – وهذا هو مفتاح بقاءة – إن الخبره قد تنتقل – ولكن ما يجب أن يعرفه أصحاب العمل أنهم مالم يحصلو على بديل لل WorkFlow الخاص بك فإنهم غالباً لن يستطيعون الاستغناء عنك بدون الإضرار بعملهم بشكل مباشر.

جدير بالذكر أن الأخذ بهذه الأمور لن يضمن لك البقاء الدائم في وظيفتك وإنما سوف يشتري لك المزيد من الوقت وسوف يؤخر استمرارك بعملك قليلاً ريثما تحصل على الخبرة التي تمكنك من العمل بموقع آخر وهكذا دواليك.

لهذا يجب عليك أن تتقن عملك دائماً ولا تنظر للمقابل – اعمل وكأن حياة الناس كلها تعتمد على عملك هذا مهما كان متواضعهاً وضئيلاً في نظرك. اعمل حتى الموت.