كيف تستفيد المؤسسات الحديثة من مركزية البيانات؟ ولم نموذج المركزية مفيدُ في تحديد مستقبل الشركة؟

بينما تلجأ الشركات إلى تجميع البيانات بالطريقة اللامركزية وعبر عدة طرق وقنوات لاستلام تلك البيانات فإنه من المفضل دائماً الاستفادة من البيانات التي يتم تجميعها بشكل مركزي للحصول على مؤشرات لتغيير مسار العمل (البيزنس) أو تطويرة وتلافي نقاط ضعفة وكذا تسهيل انتقال الخبرات بين الرعيل الأول ومن يلونهم وبين أولائك الأكثر خبرة بالشركة ومحدثي الخبرة.

ما الذي قد تستفيدة الشركات من مركزة البيانات؟

– إن البيانات لا شك هي المحرك الأول للشركات المعاصرة – هي التي تقول ما الذي ينبغي أن يتم وما الذي لا ينبغي أن يتم. ماذا تشتري وكم تشتري وأين توزع مشترياتك وإلى متى تظل تشتري؟ ما هي العروض الجيدة؟ ما هي المنتجات الرديئة؟ ما هي أفضل فرصة للحصول على أعلى ربحية؟ ومن هم الموظفون الأعلى كفاءة والأقل كفاءة؟ ومن هم العملاء الأهم والأكثر ربحية من غيرهم؟

إن قنوات استلام البيانات المتعددة على صغرها تؤثر في الصورة الكلية لصانعي القرار في الشركات العملاقة والناشئة على حد سواء. تخيل مثلاً أن هناك شفرة برمجية تحسب كم قضى المستخدم بالثواني على صفحة منتج ما.

في البداية هذه البيانات قد تبدو تافهه أو مفيدة ولكن بشكل محدود. ولكن لو قلت لك أوجه الاستفادة الحقيقية منها لدى تجميع كل تلك البيانات فسوف تتفاجئ.

فمن خلال هذة الشفرة المصدرية فقط ( الكود ) تستطيع احتساب التالي:

  1.  ماهو تصميم الصفحة الجيد وماهو التصميم الردئ للصفحات على موقعك؟
  2. جودة كاتبي المحتوى على اختلافهم – من فيهم يستطيع شد المستخدم أكثر ( وبالتالي من سوف يظل محتفظ بوظيفته فترة أطول ).
  3. جودة الصور والتي تعبر عن جودة مصدرها.
  4. جودة وتفاوت المشرفين على كل هذه العمليات.
  5. جودة وتنافسية المنتج نفسه.

فمثلاً قد تقول لي إن حكمك على جودة المشرف مثلاً في العنصر رقم 4 هو حكم سيئ فبعض المنتجات قد تكون مثيرة للاهتمام أكثر من البعض الآخر.

وأنا أتفق معك تماماً لو كانت طريقة حكمنا عليه عن طريق حجم عينة صغير جداً يصل إلى منتج واحد – ولكن ما لا تعرفه غالباً أنه باحتساب المتوسطات على حجم عينة كبير ( 1000 مثلاً أو أكثر ) فإن القيم المتطرفة للبيانات أو ال Outliers تقل قيمتها جداً وتصبح هامشية – وتصبح الأرقام فعلاً دليلاً على الكفاءة .

فالبيانات المفردة ليست ذات قيمة ولكن إن تم تجميعها وربطها ببعض البعض تصبح حقاً أداة للغور في أعماق النفس البشرية واستطلاع المستقبل.

شركات أيضاً تستطيع جس نبض السوق ومعرفة توجهاتة في فترة زمنية معينه عن طريق احتساب أكثر العبارات بحثاً في تلك الفترة ومن ثم معرفة إذا كانت تلك العبارات فعالة في توليد مبيعات وزيادة معدلات الشراء أم لا.

بل وتستطيع فلترة العملاء بناءاً على الجنس والفئة العمرية والميول والعلامات التجارية المخلصين لها. كل هذا على المدى البعيد يولد رؤية واضحة لدى تلك الشركات في كل شئ من التخطيط وشراء أصناف معينة وحتى كيفية التواصل مع العملاء وبم يتواصلون معهم ومتى يتواصلون معهم وما هي أفضل وسائل الدعاية والإعلان المناسبة.

إن البيانات هي أصدق معبر عن واقع مجتمع ما أو فئة عمرية ما – ولذلك فالبيانات فاضحة لميول المجتمعات بأكملها واهتماماتها.

وإن أبسط البيانات يمكن عسكرتها لأغراض التجسس على شعوب بأكملها دون الحاجة لتوظيف جاسوس واحد – بل هي في الغالب أدق وأصدق من رؤيا العيان.